27 يوليو 2011

مرايا منكسرة

23 تعليق


جسر ألما..هذا المساء

على جسر أَلْمَا وقفت هذا المساء
أتأمله وهو يقطع نهر السين ويصل شاطئيه
يمجد ذكرى الإمبراطور نابوليون الثالث
وهو يعطي أوامره بتشييده..
أشتم رائحة الأميرة وحبيبها
قبل أن يغتالهما القدر في نفق الموت
آخر أيام أغسطس من أربعة عشر عاما خلت

في هذا المساء الذي لا يشبه باقي المساءات
ليل شديد الحزن
وقمر كئيب
ومارة تقاسيمهم لا توحي بشيء
وأنا أختفي خلف الوشاح الأزرق السماوي
والسترة السوداء
هربا من لفحات توقظ حواسي الدفينة

لا شيء في هذا المساء
سوى أمنيات خجولة
تمشي على هذا الجسر الحزين
وأشياء تسقط من علٍ..
الكلمات المستعارة
والقلوب المستعارة 
وذلك الشعور الذي بدا يوما شاهقا
كالأحلام الميتة
كالأحلام المستحيلة..

أرى تَكَسُّرَ المرايا 
فوق زاوية من زوايا الدهر
وصرخة تهشم صقيع الليل
وتوقظ ذاكرة
تستجدي نسيانا 
قد يأتي
وقد لا يأتي..
في انتظار أقدار مباغتة
تغسل الصدور من وجع الذكرى
وهول الحب
حين يصير رمادي اللون
أو حين يغتاله رجاله الملثمون

وهو عالق..بعيد
كنجمة نائمة في خدر السماء
أبحث عنه بين الوجوه الإفريقية والآسيوية والأوروبية..
كما الغرباء
لكنه لا يجيء ولا يمضي..
أندس من جديد خلف الوشاح
وأعود لخلوتي..لذاكرتي المشروخة
ولوحشة المساء.

23 يوليو 2011

حوض الأسماك الاستوائية..إبحار في خزائن الله

27 تعليق


لمحبي خزائن البحر جولة في حوض الأسماك الاستوائية المتواجد بباريس، والذي أنشئ بمعرض المستعمرة عام ١٩٣١، بهدف التعريف بالحيوانات المائية المجلوبة من المستوطنات، رغم ما تطلبه وقتها من استثمارات ضخمة نظرا لحساسية نقل الأسماك وبطء وسائل النقل أنذاك.


يقع الحوض في الطابق الأرضي من قصر porte dorée، حيث تجمع ما يقارب الخمسة آلاف نوع من الحيوانات المقسمة حسب بيئتها ونوعها، مكان مغري فعلا، تغوص فيه مع الأسماك الملونة العجيبة والغريبة، وأنت تردد في سرك، سبحان الخالق، سبحان الله..
دون أن تنسى المرور بحفرة التماسيح، والتي تعد الأجمل في أوروبا، تشاهدها عن علو أمتار وهي متآلفة بينها، في انسجام تام، غير بعيدة عنها سلاحف تسترخي في صمت..

تعرفت خلال هذه الزيارة على أنواع عديدة لم أكن لأعرفها لولا هذا المكان، ملصقات توضيحية تثريك بزخم من المعلومات المفيدة، هذا إضافة إلى الأنشطة التعليمية التي ينظمها المتحف والتي تفيد الصغار والكبار على حد سواء..

أترككم مع هذه الباقة المتنوعة التي نقف فيها على عظمة الخالق..وإلى جولة أخرى دمتم في أمان الله.

















19 يوليو 2011

أنا..أنت..والليل

18 تعليق


مشكلتي يا سيدي أنني أكتبك ليلا
وأحبك أكثر ليلا
وأتمخض ليلا
لتولد قصيدة تشبهك
تتهاوى فيها الأشواق كذاكرة تذبح ماضيها
ثملة من خمرة الحب
تداري جرحها الحزينَ

على قيد الحب أظل
أشهر أنوثتي سيفا في وجه الليل العاتي 
كزلة قدر يتأخر كل مرة عن موعده
أو يأتي قبل موعده
ليبرم صفقة هجر
يغادر فيها طائر الكرى الجفون الذابلة
ذبول السرو المتحايل على وجه الخريف

تتجول ببذلتك الأنيقة
ونظارتك الطبية
وربطة العنق الزرقاء الناصعة
في أروقة المعرض الليلي لفن الشوق
ترسم القرب إليك
بريشة دالي أو بيكاسو
تضع مساءات الولع لوحة في الهيرميتاج أو اللوفر
أو حتى المتحف الصيني

تدخل قصص همنجواي
تختفي بين بؤس هوغو
وتعود لتظهر في مذكرات مراهق 
بين عزلة ماركيز وسوداوية دوستويفسكي
قد تخدش قصائد لوركا ويغضب نيرودا
وقد تُحزِن الخَيَّام في سمرقند
وأظل أنا بين هؤلاء أصلح ذات البين..

حبك يا سيدي أجهدني
في الحضور وفي الغياب
كل ليلة يتردد في أذني صدى الترقب
ويطول انتظاري
لمارد يحقق أمنيتي 
يصيبني بداء النسيانْ
أو يأتي ملبيا طلب حضورك الانْ

يا رجل الليل..يا رجل الصمت..
يا رجل الإخفاقات الكبرى والنجاحات الكبرى
ورجل الحياة ورجل الموت..
هل في الدنيا أحد يمسح دمع الليل
يمزق إربا إربا صورة الصمت
المعلقة على جدار السواد
أو يلدغ ولو مرة واحدة  عقرب الوقت

16 يوليو 2011

قصائد لم تكتمل ..

13 تعليق


قصائد لم تكتمل
وأخرى تنتظركَ  لتكتمل
وأنا بينها أضيع بحثا عن منفضة للأفكار
أنفث فيها غبار وجهك النائم في جوف صدري
كزهرة من أزهار الولع المخمورة
المنثورة على طاولة الحب
تشاهدني وأنا أرمقها منذ رحلت

أيها النازي في حبك
أيها المتمرد على نصوص شريعتي
والداخل بندا استثنائيا على دستور قبيلتي
دعني أسترجع ساعاتك الشتائية الطويلة
كعصفور طرق ذات أمسية شبابيكي
انكمش بين ستائري البيضاء المطرزة
وأقام دولة عشق بين مساند الحرير

دعني أترافع في مجلس حبك
في جلسة سرية أو علنية
أقبل أن تحاكمني فيها أمام الملأ
دون أن أعترض
وأدخل طوعا زنزانة العشق
إن حكم بذلك قدري

لماذا تسمح لحبك أن يغتالني مرتين
يوم جئت ويوم رحلت
وتسمح لأصابعك أن تكتب الرسائل
لأضيع بين الأبجديات وشوك الحرف
أبحث عنك بين أشعار ابن زيدون والمتنبي
وبين لحظة وأخرى أكون أسعد ملكات الأرض
أشعر بآنتماء لقياصرة الروس وأباطرة الرومان
ثم أصحو مزهوة مفجوعة بعد ساعة أو بعد يومين

حرارة الصيف بهذه المدينة لا تناسبني
أحتاج برودة الطقس وصقيع الليل
وليالي المطر المنهمر يغسل وجه باريس
من أوبرا إلى ساحة سان ميشال
يدخل كنزة العشاق 
يدثر التصاق الروح تحت غطاء الحب
وهي تمارس طقوس الصمت قبالته

الأجواء الشتوية تذكرني بك
وأنت تتوسد أحلامي
تفترش أطواقا من الياسمين صنعتها لك
تحمل نقاءها وتحمل عطركَ
تملأ قواريرَها أنفاسك
تصبح فيها رجل كل العصور
أو عصفورا يرقص في السماء

فأخبرني..
أخبرني من فضلك متى يأتي الشتاء؟

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More