جسر ألما..هذا المساء |
على جسر أَلْمَا وقفت هذا المساء
أتأمله وهو يقطع نهر السين ويصل شاطئيه
يمجد ذكرى الإمبراطور نابوليون الثالث
وهو يعطي أوامره بتشييده..
أشتم رائحة الأميرة وحبيبها
قبل أن يغتالهما القدر في نفق الموت
آخر أيام أغسطس من أربعة عشر عاما خلت
في هذا المساء الذي لا يشبه باقي المساءات
ليل شديد الحزن
وقمر كئيب
ومارة تقاسيمهم لا توحي بشيء
وأنا أختفي خلف الوشاح الأزرق السماوي
والسترة السوداء
هربا من لفحات توقظ حواسي الدفينة
لا شيء في هذا المساء
سوى أمنيات خجولة
تمشي على هذا الجسر الحزين
وأشياء تسقط من علٍ..
الكلمات المستعارة
والقلوب المستعارة
وذلك الشعور الذي بدا يوما شاهقا
كالأحلام الميتة
كالأحلام المستحيلة..
أرى تَكَسُّرَ المرايا
فوق زاوية من زوايا الدهر
وصرخة تهشم صقيع الليل
وتوقظ ذاكرة
تستجدي نسيانا
قد يأتي
وقد لا يأتي..
في انتظار أقدار مباغتة
تغسل الصدور من وجع الذكرى
وهول الحب
حين يصير رمادي اللون
أو حين يغتاله رجاله الملثمون
وهو عالق..بعيد
كنجمة نائمة في خدر السماء
أبحث عنه بين الوجوه الإفريقية والآسيوية والأوروبية..
كما الغرباء
لكنه لا يجيء ولا يمضي..
أندس من جديد خلف الوشاح
وأعود لخلوتي..لذاكرتي المشروخة
ولوحشة المساء.