نتبجح..وكأن الزمان لا يعنينا
وكأن فتيل القنبلة ليس مشتعلا فينا
ليس يهدد الصخر والولد والمدينة
والصمت ..باذخ يستحيل سكينا
يقطع أنفاس الفجر الأولى
ويغتصب عند بابه..
نجمة عذراء تزين أعالينا
ضفائرالجدة تصرخ..
أيا سافلا بمعين الدمع أسقيت أهالينا
قشرة الأرض تخِزها أظافرنا وتشتكينا
ثم تُسلِّم، وتحنو، تصطبر..
تتمخض لتنجب طبقة أخرى
تغطي وجهها الحزينَ
فينقشع البرق، مزمجرا..
ينسل بين ضفاف المدى..
ثم يردد بأعلى صوته..
سأبقى أنخر عباب الصمت..
أقض مضجع الولاة..
ما بقيتِ حزينةً يا فلسطينَ..
على دفتر الشمس تقلب صفحات الأمنيات
مرصفة كما الحسناء الرصينة
تنتظر لستين عام ..
في الليل الأليل صهوة الجواد العربي..
وسيفه المسلول من غمد الذاكرة
فتدمع المسامع حيناً لأنها لا تسمع صهيله
ويتندى لها الجبين حيناَ..
تتراقص جدائل الصغيرة
تنطق يا أبتي..
لا دمع ولا تكدر فنحن جنود الحزن
نضيِّفها في الصباح والمساء
وعند الليل ينام الحزن فينا حزيناَ..
يقول مالي سكنت هذا القوم
ولم أرتضي غيره خدرا مذ كان جنيناَ
وتهرول مصانع النسيج الأبيض
تغزل قطعا..
تضعها على أكتاف الرضع
والشباب والشيب..بالتساوي
لا تكلُّ من أعوام ستيناَ
أنا..بعد سنينٍ، وسنيناَ
لم أرى سوى العروبة معروضة في ساحة البغاء
تحتال على الطقوس والشرائع
وتمشي مختالة فوق جثة البشر
تحذف من علبة الألوان لون الغضبْ
تكدس في راحتيها أطنانا من الذهبْ
الأسود والأبيض..
يشعل فيها لهيبا..
يحرق من مراجع التاريخ
ماضٍ كان اسمه - العربْ - .