05 أكتوبر 2012

خريف..

17 تعليق


لم يكن حبنا كافيا ليبعد ليل الشتاء الطويل، ولم أكن امرأة ولدت من ضلعك لتلبسها ثوب العروس وتأخذها برفق إلى منتهى الحالمين.. ماذا كنا نصنع بغدنا غير تكسير الوقت قبل أن تفكر النجمات في اغتيالنا..
هل تضيق الأرض ويتسع صدري في هذا الزحام لقيلولة ننام فيها معا بلا ألم وسط خيال أوضح من واقع في بلد الغرباء..؟

هنالك صمت فسيح، وزرقة في الأفق وطقوس حب على بعد فرسخين منا، مساء يصاب بسوء وأعمدة تتكسر على عتبات الجسور، حمائم هنا وهناك لا سعيدة ولا حزينة، وقهوة تصهل عند باب الشفتين، قصاصات مقتبسة من أساطير الهوى يلقي بها غيم بعيد، كانت تسمى حبا فيما مضى، وصرت حين أفتحها أخاف النوم..

انتظرنا، ولم نعرف أننا ذاهبان في فحم الليل إلى مكان يكنى العاطفة، ترشدنا في طريق التيه ثقوب لا تحمل علامة، مبطنة بأريج الورد ورذاذ الليمون واشتقاقات الألوان، تقودنا ولا تكترث، مثلي ومثلك، بترتيب فوضى الحواس السائرة في اتجاهات معاكسة..

خريف باريس ههنا، عائد ليمارس غوايته على أوراق البلاتان الكبيرة، ويعري بسخاء الأشجار التي تنزع لباسها أمام قطرات تهتز لها صلابة الأرض، وما بين هذه الإيقاعات السرية، وزهر اللوز الذي ينبت بين النهدين، كان الضوء يتسلل إلى مدينة الفتنة كرائحة العطور الباريسية الفاضحة في أمسيات الحب، وكنت أنت، تسرع الخطى مخافة أن يصيبك مرض الحنين، تبتعد، أبعد من حلمي، لا تقوى على الرجوع لشيء، ثم تجلس كأمير جميل سيعتلي العرش، ولا يعرف كيف يبدأ ولا إلى أين ينتهي ...

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More