31 يناير 2011

تونس، مصر .. هل من مزيد؟

11 تعليق


ناقوس الثورة يدق للمرة الثانية على التوالي، هاهوذا شعب آخر صامد يجدد طاقاته لليوم السابع، فبعدما آتت الثورة الأولى من بلاد المغرب العربي أُكلها، هاهي ذي العدوى تنتقل إلى المشرق، في مصر الان، تختبر جلَد شعب في التحمل من أجل فك قيده..
إنه عصر الصحوة، عصر التحرير والحرية، عصر نهاية الظلم، والاستبداد، إنها أسطورة جديدة، ترسم معالمها بدماء الشعوب، وفجر عربي جديد، يطل من شرفة ظلت مغلقة لعقود، تحت حكم شرذمة من الطغاة، عاتوا في الأرض فسادا..

ولازال الشيخ الهرم يتشبت بالكرسي تشبته بالحياة، وما يفصله عن لقاء ربه سوى خطوتين، كيف سيلقاه يا ترى؟ وماذا سيقول لو سئل عن رعيته؟ بأي ذنب قتل الأبرياء؟..
ما أقبح مغريات الدنيا، جعلتهم يركضون حول أحلام زائفة اغتصبت عنوة من فكر الثوار..لتسلبهم الحق في الحياة..

لكن لا صوت يعلو فوق صوت الحق، دارت عجلة الزمن وهاهي ذي تدوس السراب الذهني الذي تكوم عبر العصور، هاهي مساوئ السياسة المريضة تعلن حالة احتضار طال انتظاره، لكنها الان تنذر بريح عاتية ستقتلع الأخضر واليابس من جذوره، لتبني أصول الديمقراطية شبرا شبرا على رصيف الحرية، معلنة بذلك نهاية عصر الظلام..

ما يحدث نتاج لتراكمات جمة، سكنت فكر كل عربي، ونخرت عوده، فلا العيش عيش ولا الوطن وطن، زمن اقتيد فيه الشعب كالقطيع، وحرِّمت فتاوى الديمقراطية، علت الهتافات المختنقة بحياة الرئيس، فالكل في بلده آمن، وكيف لا والعصى بيده اليمنى، تبيع صكوك الغفران للشعب العزيز، وتشتري بالأخرى ابتسامات مرغمة، وتوقيعات لا تحمل أسماء أصحابها..
أما الآن، وقد بلغ السيل الزبى، فلا راد لقضاء الله، والقدر أراد الثورة، التي كتمت أنفاسها وسط الرغام ثلاثين عاما..فحلها الان يا من افتعلتها..يا من أشعلت النار، ولكنك لن تطفأها..أبدا لن تطفأها..  

24 يناير 2011

إلى آخر حبة زيتون

18 تعليق


من نفس الزاوية 
التي تقاطعها الشمس
هنا..نجلس القرفصاء
ننتظر ساعة المغيب
والليل لا يغيب..

ودماؤهم..هناك تعيد قصة كربلاء
هناك ينتظرون عقارب الموت
ليحيا الشجر الأخضر
وقت اغتيال العذارى
لتثمر الزيتونة، وتزهر البرتقالة

هنا نجلس..في نفس الزاوية
نبيعهم أصواتا خافتة
ونرسل إليهم، فقاعات من تحت الماء 
وندعوهم ليمسكوا نعوشهم
كما نمسك بالهواء
يحيكون بأيديهم..الأكفان
لتحمل علامة..*صنع بفلسطين*

هناك..يحركون مهد الصلاح
ويفتتون الصخر الأبيض
يحملون الموت بين أيديهم
كما تحمل الأم وليدها
ينادون رب موسى، وعيسى
ويبحثون عن أصحاب محمد

وهنا..هنا..
يختلف الوليد عن ابن الوليد
وآل العزة عن سعيد
هنا تلبس الرذيلة ثوب الوقار
هنا تكوم الدولارات تحت أقدام المومسات
ويرسل مال بيت المسلمين إلى الحانات
ولابأس بهدايا يرضى علينا بها رب أمريكا
حتى ندخل سجل الأوفياء
قانونهم يمنع الهدايا الرسمية
وستؤول إلى الأرشيف الوطني للدولة العظمى..
ولابأس، لامانع..فالآبار مملوءة
الوطن راضٍ..
والشعب بالخير مزدان
هنا تقتل وردة البكارا
تنوح الحمائم، وتغرق المدائن..
تنغق الغربان، فلا عود هنا، ولا قيثارة 

ويا قلباه..يا رباه..
على يافا وحيفا وذكرى دير ياسين..
على غزة الأبية ومآذن القدس 
على النسيج الأبيض الذي لا يفنى..
على الجنة التي وسعت الشهداء..
على آخر حبة زيتون لن تموت..لن تموت..

21 يناير 2011

جزيرة مايوركا..وبقايا أندلسية

18 تعليق

تأخرت كثيرا في الكتابة عن تلك الجزيرة المدهشة التي زرتها منذ فترة، أقصد جزيرة مايوركا، هي واحدة من أكبر جزر الباليار الأربعة  الواقعة غرب إسبانيا على البحر المتوسط، والتي تضم، مايوركا، مينوركا، إيبيزا، فورمنتيرا، وتعد مايوركا والتي تعني (الكبرى )، إحدى أهم هذه الجزر السياحية، حيث يقصدها سنويا أكثر من 15 مليون زائر، ولغتهم المحلية، الكاتلانية..


قصر الموداينا
الطائرة مرة أخرى، وهبوط ليلا بمطار بالما دي مايوركا، هناك سأمضي إجازتي..
الطقس معتدل، والفندق على مستوى عال من التنظيم والتسيير، ما يبشر بإجازة كما أردناها..
شمس تبزغ في استحياء، فطور إسباني محض بمطعم الفندق، الغني بما يقدمه من وجبات، استرخاء قبالة المسبح قبل بدء النشاطات ..

بداية إلى الخارج، للتعرف على المدينة ومحيطها، استقلينا القطار البخاري القديم، الذي يمر أمام مدخل الفندق، وصلنا قلب مدينة كالارجدا، مطاعم ومحلات تجارية ومقاهي تحيط بالميناء الذي زادته قواربه جمالا..
عودة إلى الفندق، إنه وقت الغذاء، عشاق فواكه البحر وجدوا مبتغاهم هنا، مثلي، فالمطبخ الإسباني يعتمد بشكل كبير على الأكلات البحرية، مطبخ أصنفه واحدا من أفضل المطابخ العالمية..


مدخل كاتدرائية مايوركا
إلى الخارج مرة أخرى، لكن هذه المرة رفقة المرشدة السياحية، للتعرف عن قرب على معالم الجزيرة واثارها، استقلينا الحافلة التابعة للفندق، ومحطتنا الأولى قصر الموداينا، تزامن تواجدنا به مع وجود العائلة الملكية الإسبانية به، حيث أخبرتنا المرشدة أنه مكان العطلة المفضل لدى الأسرة الحاكمة، وحسب ما قالت، كان محل إقامة الملوك العرب الذين عاشوا هناك نهاية القرن 13، وكانوا يدعون بقبائل المورو، لازال صامدا يحكي قصة عقود تحت الحكم الإسلامي، شيدت خلالها مباني وجوامع، قبل أن تقع تحت قبضة ملك الإسبان، ليطمس كل معالم تلك الحضارة، التي لازالت بعض بقاياها تعيش في المتحف المجاور للقصر..

نتواجد الان بكاتدرائية مايوركا الشهيرة، ما إن دخلتها حتى اغرورقت عيناي، والمرشدة الكتلانية تحكي قصة هذا الجامع الذي تحول بعد إبادة المسلمين إلى كاتدرائية لازالت إلى الان رغم تحويلها موجهة نحو القبلة المشرفة، تحيط بها من الخارج بيوت وشوارع وأزقة ضيقة تصميمها عربي بامتياز..



هنا البحر يحيط بالمدينة من كل جانب، نقوم الان بجولة بالباخرة، المناظر خيالية، تستحق الزيارة، كل ما هنا له تاريخ وحكاية..ومن الباخرة إلى القطار العتيق، أول خط قطار استعمل بين مدينة بالما ومدينة إنكا، وكان ذلك عام 1875..

في الطريق إلى فالديموسا
إلى المدن والقرى المجاورة إذن، إنكا، المدينة الصناعية، اغتنمت فرصة تواجدي بها لاقتناء بعض الألبسة والأحذية، فهنا أجمل وأجود أنواع الجلود المصنعة عالميا، ثم بعدها إلى الكوديا، موناكور، وصولا إلى فالديموسا، إنها أجمل اكتشاف في هذه الجزيرة، فالديموسا مدينة هادئة، حالمة، الوصول إليها كان وعرا جدا، فالسلاسل الجبلية الشديدة الارتفاع، تحفها من كل صوب، إنها لوحة فنية باهرة رسمتها يد الخالق، تحدثت المرشدة عنها كثيرا، ومن بين ما قالته أنها شهدت قصة حب كبيرة بين عازف البيانو الشهير فريديرك شوبان، والكاتبة الفرنسية الشهيرة جورج ساند، قيل لنا أيضا أن المكان يجذب مشاهير العالم وممثلين عالمين، لاحظت ذلك عند مرورنا بمسكن الممثل الشهير مايكل دوغلاس..


منظر من مدينة فالديموسا

بيانو العازف الشهير فريديرك شوبان
أما الان، فإلى كهف التنين، الواقع بمدينة بورتو كريستو، أهم وأكبر الكهوف في العالم، تدخله من أعلى الجبل، لتجد نفسك في نهايته عند شاطئ البحر، وألوان الطبيعة تخطف بصرك، ثم تصل بعد ذلك إلى بحيرة المارتيل، حيث يعجز التعبير عن الوصف ..
بعد أن تذوقنا حلوى إنسايمادا، التي تتميز بها المنطقة، نعود إلى الفندق، عشاء واستراحة، لأنتظر الغذ بشوق كبير..
وعاد الصباح من جديد، ترقب وترقب، عيون متلألئة، فالخيل تنتظرني..هيا إذن.. إلى RANCHO GRANDE..حيث سنمضي اليوم وجزءا من الليل، رفقة محترفين ، يركبون الخيل بطريقة عجيبة متفردة، متمكنون حد الدهشة، كنا نزيد عن أربعين سائحا بذات المكان، فرس لكل شخص، ثم جولات وسباقات في مساحات خضراء شاسعة، منخفضات ومرتفعات، سهول وهضاب، تضاريس وكأنها نحتت على يد محترف..ما أجمل الحياة وسط الخيول والطبيعة..


EL RANCHO GRANDE
مضى اليوم سريعا، عشاء لذيذ للغاية، وسط مغارة مجهزة لاستقبال الزوار، قبل أن تبدأ السهرة، قهقهات في الهواء، وضحكات تملأ المكان، رقصات فولكلورية إسبانية وأخرى أمريكية لاتينية، أنشطة لكل الفئات..جنون ما بعده جنون..
كانت أمسية لا تنسى، ورحلة لن تنسى.. حنين إلى الجزيرة راودني، جعلني أمر من هنا لأستحضر شريط تلك الأيام..


17 يناير 2011

وهبت رياح الثورة .. من تونس

12 تعليق


رحل ولم يكن يعرف أنه سيفجر ثورة تطيح بالرئاسة وتقلب موازين الحكم رأسا على عقب..
فارق الحياة محمد البوعزيزي بعدما أحرق نفسه اعتراضا على الظلم والمذلة والهوان، ليكون بذلك الشرارة التي أشعلت نيران حرب ضروس بين السلطة والمواطن في تونس الخضراء، تونس التي أضحت هذه الأيام غزة ثانية، أحجار ونيران ورجال أمن..



ما أقسى الحياة، التي دفعت بالبوعزيزي وغيره للتضحية بأرواحهم بغية النجاة من حكم فاسد، هاهوذا اليوم يدفع ثمن فساده، بعدما تم تشتيت أفراد الأسرة الحاكمة، والإطاحة بنظام بن علي المتجدر منذ ثلاثة وعشرين عاما، حكم فيه الغلبة للأقوى، تهضم فيه حقوق الفقير، وتداس معه الكرامة، تتجبر الأيادي المتسلطة، وتنهب خيرات البلاد، فيه الحياة للأقلية والباقون تنتهج معهم سياسة التجويع، لكن في النهاية كل يحصد ما زرع، والله يمهل ولا يهمل ..



أظنها أفضل عبرة لبقية الرؤساء العرب القابعين فوق سدة الحكم منذ سنين، ولا مزحزح لهم، والذين لم يعتبروا مما جرى للأنظمة الديكتاتورية السابقة، كنظام صدام حسين مثلا، رغم أن هذا الأخير تدخلت فيه عوامل سياسية خارجية كان لها هدف وراء الإطاحة به..




أنا مع ثورة الشعوب وحريتها وحق اختيار مصيرها، والقوى التي تراها مناسبة لحكمها، لكنني ضد المظاهرات الدامية وعمليات التخريب والنهب واستغلال الوضع الراهن لأغراض شخصية، فالشعب وحده من سيدفع الثمن باهظا، واقتصاد البلاد من سيهتز، وإعادة التشييد ستتطلب وقتا إضافيا، وهذا ما تجهله شعوبنا العربية، لتفتح بابا للتساؤل، لماذا مظاهراتنا وانتفاضاتنا دوما دامية؟..لماذا لا نجيد طرقا أخرى للتعبير عن أنفسنا غير التخريب والتدمير؟..لماذا لا نحاول الخروج من المازق بأقل أضرار ممكنة؟..

أردتم التغيير، فكان لكم ما أردتم، أما الان، فعمل يا أبناء تونس بعدما غيرتم الواقع، عمل دؤوب لاستقبال التجديد، وإعادة البناء، والنهضة بتونس الخضراء لتعود نابضة كما كانت دوما، احذروا نيران الفتنة وتربص العدو، وشمروا سواعدكم  لتحيا تونس من جديد.. 


07 يناير 2011

وداعا أيها الفايسبوك ..

56 تعليق


لا أظنني كنت يوما مدمنة إلى حد أقصى على ذلك العالم الافتراضي المهترئ، لكنني اليوم، على غرار المرات السابقة، أشعر بتحرر غير معهود من تلك الضغوطات والانتشاءات الفارغة، وأنا أتجول بين ربوع الموقع..

جاء القرار هكذا، بعد محادثة صباحية مع صديقتي لطيفة، لنخطو هذه الخطوة البسيطة معا، لكنها مهمة..وجدنا خلالها أنفسنا نحمل نفس الشعور، ونفس -القرف- إن صح التعبير..فمع مرور الوقت، يتراكم الملل، ويخلق شعور بالضيق من تلك المجتمعات البائسة..

لا شك أن هناك أشخاصا سأحن لهم، ويحزنني الابتعاد عنهم، سأشتاق للتفاعل الجميل معهم، ومتابعة جديدهم، ومع كل هذا سأسعى للحفاظ على علاقتي بهم، فوسائل التواصل في عصرنا ليست معدومة..  
للأسف الصورة السلبية طغت، فوجدت الانسحاب أفضل ما يمكن أن أقوم به الان..

حدث وفكرت كثيرا باعتزال الموقع فيما مضى، وقمت بذلك في فترات متفرقة، لكنها كانت مؤقتة، لذلك آمل أن يكون اعتزالي هذه المرة نهائيا،  فأشياء كثيرة قادمة تجبرني على التفرغ نهائيا إليها..

أشياء جميلة تحيط بي، نسيت لفترة أن أنظر إليها، سأتداركها، فضلا عن كوني عاشقة للحرية، ومجرد الشعور بأن هناك شيئا ما يقيدني، يشعرني بالضجر، وهذا ما انتابني جراء دخولي عالم الفايسبوك..

كل ما خُط هنا كان فقط توضيحا لسبب مغادرتي، وذلك ردا على رسائل إلكترونية تلقيتها وأتلقاها...

فمرحبا بكم هنا يا أصدقاء، في عالمي الصغير، في هذا المكان الذي يحتضنني، هنا فقط أشعر بالطمأنينة، يلفها البوح الصادق..ومرحى لحياة ما بعد الفايسبوك..
لكم مني ابتسامة عريضة..^_^.. 

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More