ها هي ذي ذكرى عدوانك الموجعة أيها الغاشم على غزة النابضة تطل علينا، تتربص بنا، تفضح جبننا، تطيح بكبريائنا..فماذا حضرنا لها يا ترى؟!..أقلامٌ ..أوراقٌ..تغطيات إعلامية باهتة، شعاراتٌ.. أشعارٌ!!
هذا كل ما نجود به في زمن تخاذلت فيه الشعوب عن تأدية واجباتها، والحكومات غيرت انتماءاتها، وصرنا كالجرذان نهرب دون وجهة محددة..
زمن لم يجد فيه بنو صهيون رادعا لهم، ولا المتصهينين من يكبح لجام جشعهم وينهي تجبرهم.. القضية صارت أكبر من قضية، والكلمات فيها تجاوزت أبجدية الحروف، لا من يعري الحقيقة، ولا من يغيث الأرض ونعال اليهود تدوسها دوسا..
فما الذي تبقى بعدما استبيحت أعراض الشرفاء وقتل الأبرياء، مُزقت الأجساد، نُكل بمناصري الحق، وتناثرت الأشلاء..ماذا تبقى بعدما خنا الدم والبلد، خنا الشهداء والثورة، واغتصبنا ضحكة الولد..؟؟
وسنظل ننتظر، نردد أشعار درويش والقباني، وأناشيد الثورة..؟؟..نترقب ظهور المهدي ونرثي صلاح الدين ونصيح أينك يا عمر ؟؟
تعب القلم من شعارات الحرية
نريد ثورة، ضجة، تمردا
نريد أسودا تزأر، للحق تثأر..
لا جرذانا ترفع عن بعد أعلام الإنسانية
نريد أعلام نصر..
فلم تعد تبهرنا الأعلام الاستعراضية
فوالله ملت الأقلام الورق الأبيض
واشمئزت منا الحروف الأبجدية..
ثوري يا نفس، تهزهزي..
فما لك من العروبة سوى الإسم..عربية..
ويا زمنا..كان هذا النسب..
يحدث في المدى.. ضجة كونية..
لن أقول الكثير
فقد أعياني التفكير
فقط..فلتسقط الأنظمة الديكتاتورية..
ولتحيا الثورة..
الوطن سيظل حرا..
ونحن سنبقى الأسير..
سلام عليكم، سلام للأقصى المبارك، لرائحة الجنة، وقبور الشهداء، الذين رحلوا وأولئك الذين سيرحلون، سلام لوطن يضخ بدماء الأبرياء، وجثت صبيان صارت ملائكة السماء، سلام لرائحة الزعتر، وغصن الزيتون.. طوبا لكم أيها المجاهدون، سنبقى على صدور بني صهيون جاثمين، اليوم وغذا، ولو بعد حين، كالنقش على الصخر، فأطفال الحزن سيكبرون، وعند باب المقصلة هم سيصطفون، من أبواب فلسطين سندخل يوما..ويخرجون..
لن نشحذ طويلا خبز الحرية من أفواه الكلاب، سنأتيهم زمرا بالكوفية البيضاء، نرفع علما، نمحق اسما، بالعبري مكتوب، على الأبواب، في الشوارع والساحات، في نشرات الأخبار.. نصرك يا رب، وفتح منك قريب، فقد رحل الرجال، ولم يبقى سوى قادة الاتصالات اللاسلكية والبهرجة، وخلف الستار، رسائل ترحيب..