21 مارس 2012

البيت الأندلسي

12 تعليق

"حافظوا على هذا البيت، فهو من لحمي ودمي. ابقوا فيه ولا تغادروه حتى ولو أصبحتم خدما فيه أو عبيدا..إن البيوت الخالية تموت يتيمة". كانت هذه وصية سيد أحمد بن خليل (غاليليو الروخو)، أحد المورسكيين ( مسلمي الأندلس) الذي تم تهجيره غصبا من حاضرة غرناطة بعد أن أذاقته محاكم التفتيش المقدس الإسبانية الويلات، رأى في سجونها أصنافا وألوانا من العذاب الذي يفوق احتماله طاقة البشر، لكنه نجى من موت محقق بأعجوبة، حيث وضع الله في طريقه رجلا من رجال الكنيسة ساعده على الرحيل.. مغادرته الأندلس كانت بداية حياة حملت له من الشقاء والفرح والأمل والألم والأسئلة ما لم يجد لها جوابا، ركب سفينة التهجير الضخمة هو والاف غيره مجبرين نحو الجزائر، وترك وراءه بلاده وتفاصيل حياته...

14 مارس 2012

صراع على هامش الحياة ..

19 تعليق

عقلي يطن بالهواجس، في مساء سواده يشي بقلق فجائي، تنشط خلايا الذاكرة، يبتسم لها القلب بوهن، طمعا في إزاحة ثقل الأيام الجاثمة عليه.. يطبق السكون من حولي، فتبدده ذاكرة المدن، تأتيني رائحتها من بين طيات السحاب، فأرحل بخيالي إلى موضع بعيد جداً، إلى حيث يستبد بي الحنين، ولا زاوية تسعني في ظل الكون الفسيح.. نظرتي تعكس شعورا ما، كامنا في قرارة نفسي، لم أتبينه بعد..تتقاذفني أسئلة كثيرة، ولاشيء سوى أفكار بالغة الشحوب، وهمهمات يلقي بها داخلي، تطوحني خارج الزمان، محمولة على أجنحة الملائكة أو ربما في موكب تقوده الشياطين.. في لحظة هاربة، أشياء كثيرة تصحو فيَّ فجأة، كصورته التي لم تشخ أبدا، كقصيدة مبعثرة تركتها على حيطان مدينة شمالية، كحرقة وداع أخير في مطار...

08 مارس 2012

ذاكرة أندلسية ( إشبيلية )

16 تعليق

في إشبيلية..أرى برق القصيدةيسير في السماءفوق الحارات القديمةوفي حصى كْوَدَالْكِيفِيرْيزحف الوجع إلى جسديعلى ما تبقى من فتات الرحيلينقر العصفور بقايا سنبلة في يديويعيدني إلى ظلي..خلف سياج الحرير في إشبيلية.. يتحدث العود مع الخيول الأندلسيةوتطير الحمامات فوق الْجِيرَالْدَاوحول القلاع وبين الغرباءتضيء أجنحتها جرحي القديموتجعل موتي أطولوأنا أفتش عن تفاحات المنصور الذهبيةفوق المئذنة..وأصغي لحنين الناييعزفه عابر إسباني في قصر لَلْكَازَارْ في إشبيلية..تدق نواقيس الجامع الكبيروتمتد أشجار البرتقالإلى سوق الخياطين والعطارين والصباغينوأرى رذاذ الليمونينثره بنو مرين في الهواءأرى سلاطين المغرب ومراكش الحمراءوعصفورة تنام وحيدة أعلى برج الذهبونخلة...

01 مارس 2012

ليلٌ وماض وبطاقات..

13 تعليق

لم يغمض لي جفن، إلا وسنات خاطفة في ليل  ثقيل السواد، تحركت كوامن الشجن بداخلي، دون داعٍ، طاحونة الأفكار تفتتني، أفتش فيما راعني، وأشقى ببعضه، أنتظر بياض الفجر لأتخلص من ميراثي الثقيل.. ماذا أفعل يا ترى بالكم الفائض من الذكرى،  تلك التي باغتت خاطري على غير موعد؟ وهل كان الأوفق أن أتركها خامدة تتكئ عليها سنواتي الثماني والعشرين ؟.. في ليل بليغ السكون، يمرون بالبال، كحلم باسم في قلب محزون،  فأضطرب  لذكراهم، تغادرني الملائكة الرحيمة، ثم ما تلبث تخايلني فكرة الصراخ بصوت جهير هادر..لكن..أسيسمعون؟..أنطوي تحت ملاءتي البيضاء، الصراخ لا يعلو، أشغل نفسي بالتقاط الهمهمات، كما أفعل لحظة الانهزامات الكبرى..لا أقل ولا أكثر.. أجلس أرضا،...

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More