14 مارس 2011

بين الأمس واليوم

24 تعليق


يبحث في أغراضه، يتخبط كمن أصابه المَسُّ، عن دفاتره، عن كتبه القديمة، عن بقايا صوره التي زينت يوما ما جدار البيت، يبحث بين الدروب عن حارته التي سكنها، عن صبيان الحي..يبحث عن بقايا قطع الحلوى  التي كانت تجود بها أم أيمن ظهيرة كل جمعة..
أينهم يا ترى؟..لماذا لم يعد يسمع صداهم يتردد؟..المكان نفسه، والزمان آخر، غير الذي عايشه وعاش فيه !!..

أي طوفان جرف زمن اللهفة الكبرى!!..

إسوارة الزهر التي كانت تصنعها ابنة الجيران لم تعد تزين معصم صبايا الحي، ولا الصبيان يركضون خلف عمو صالح ينهشون ظروفهم من بين رزمة البريد الكبيرة.. 
 وحتى ضفائر فاطمة لم تعد تسابق الريح..أين هي الان يا ترى؟..أتراها تزوجت؟..ومن ظفر بتينك العينين العسليتين الساحرتين؟..

أعمدة النور العالية لما صارت خافتة هكذا؟..ألم يكن نورها يؤنس وحدة النجوم حتى ولادة خيوط الفجر الأولى؟؟..ورائحة الخبز، غريب لا أثير يحملها، لم تعد تفوح على بعد عشرين قدم من باب الحارة..الفرن..أين الفرن ؟..

تجمع الدمع في عينيه، وزفرة تخترق ذاكرته، تعيده إلى ساعة الغروب، وصدفات البحر، إلى أمواج تشرين الغاضبة، إلى فراشات آذار، وعطر البرتقال، إلى قصص الجدات، والأمثال الشعبية التي تناقلها الرجال..
تظهر في مخيلته فاطمة، والمواعيد المفتعلة الخجولة قبالة مراكب الصيد..ثم يمحو على عجل وجع الماضي بمنديل من ورق..

في لحظات ولد الماضي في عينيه، أغمضهما مسرعا، هرول هاربا من جور الذكرى، يبحث عن شجيرة نسيان، يقطف منها ثمرة..    

24 تعليق

أمال يقول...

تصوير جميل للعودة بعد الغيبة الطويلة.
لاشك أن الزمن يغير الكثير ويجدد الحياة وتلك مهمته ،لكن الذاكرة تحتفظ بكل شيء وهي اروع ما يحمل الانسان.
شكرا لك أمال
مودتي

مصطفى سيف الدين يقول...

اشعر انني اقرا قصة لاديبة كبيرة
لا بل لرسامة بارعة تجيد التعامل بالفرشاة لرسم لوحة متكاملة
شعور مؤلم حين تخترقك ذكرياتك الجميلة فترى حاضرك الاليم فتتحسر بشدة
احسنتي اختي العزيزة واجدتي انه ابداع من نوع خاص
تحياتي

همس الحنين يقول...

صباحك ورد آمال

من منا يستطيع فصل الماضي عن حاضره

ومن منا يكبر دون أن يكبر ماضيه معه

قد نكبر ويتغير الزمان وتتغير الوجوه

ويبقى لكل صوت وكل شخص ذكرى عالقةفي ذاكرتنا

دائماً رائحة الماضي أصيله

رائحة خبز الجدة

شوارع الحواري القديمة

حكايات اجدادنا

طفولتنا ...ذكرياتنا

دائماً هناك أمس ويوم في حياتنا

آمال راق لي نصك الجميل بإصالته

وراقني أسلوب الرائع كـ العادة

راقية الحرف والاحساس انتِ

دمت بسعادة

تحياتي

youssra يقول...

فعلا بين الأمس واليوم تبخرت أشياء كثيرة كنا نستمتع يوما بها ولازلنا نتمنى الرجوع لذلك الأمس الجميل.
كلمات رائعة ووصف دقيق يجعلك تسبح بين الكلمات وتتمنى أن لا تنهي القراءة.
دمت مبدعة

لطيفة شكري يقول...

اختيارك للقصة القصيرة مميز جدا .. والأجمل هي طريقتك في نقل القارئ إلى عالم القصة ..
العالم كما الإنسان في تغير دائم .. لكن أحيانا تبقى الأشياء كما هي وحدها نظرتنا لها تتغير، كما أنه لا قيمة لها سوى تلك التي نمنحها إياها .. لذلك العودة إلى الماضي غالبا ما تكون صعبة و مؤلمة ..
بوركت عزيزتي على هذه السطور الأدبية التي تتنفس الإبداع .  

رشيد أمديون يقول...

عندما نغيب ونعود، ونتتبع خطوات تركنها في ثرى الأرض التي كانت تحملنا، فنجد الأرض غير الأرض ونجد اختلافا كثيرا...
هذ ما وجدته وأحسسته هنا، ولأني عشت الحالة يوما كما وصفتها فأنا أرى نفسي بين هذه السطور المنسابة بحروف رقراقة.

تحياتي أختي الكريمة.

مغربية يقول...

النسيان
حل كل شيء
هل نجده في طريقنا دوما؟
لا أعتقد

rainbow يقول...

العودة للماضى دائماً جميلة .. و الماضى له طعم يختلف فعلاً ..و له رائحة عقبة خاصة فى كل شيء ليس فقط فى المبانى والشوارع ولكن أيضاً فى حب و تصرفات البشر ..
حتى عندما أشاهد أفلام الاريعينيات و الخمسينبات احس بروعتها وصدقها وأنسجم كثيراً معها
مبدعة يا أمال حتى فى القصة القصيرة والخواطر وكما عهدناك سابقاً مقالاتك تستحق أن تقرأ لما لها من جمال ..

دمتى مبدعة دائماً

sabahchergui يقول...

أختي الفاضلة أمال
كما قال الدكتور أحمد رجائي الجندي
"الماضي هو أساس الحاضر فربان السفينة إن لم ينظر إلى
ما وراءه قبل الإبحار إلى المستقبل فإن كارثة قد تقع"

مدونة رائعة وإنتقاء جيد
لك مني أطيب تحية

د.ريان يقول...

مساء العطر اّمال الصالحي

وبوح رائع من قلمكم يعصف برياح الذكؤى تلك التي

تنقش نفسها بعمق الذكريات اتعلمين احيانا تمطر رائحة

المطر على الارض فأتذكر بيتنا القديم وصوت الرعد فيه

وكيف ان الرياح تحرك قطرات المطر على وجهي

الذكريات القديمة هي كنز لا نستطيع الابتعاد عنه

اسعدني المساء في حضرة الجمال من قلمكم

دمتم بأجمل ذكريات

nawel يقول...

وهبّت رياح الذكرى تنقلنا إلى الماضي الجميل ،إحساس فريد عندما نعود بالذاكرة إلى الزمن الراحل،زمن الطفولة، زمن الابتسامة النابعة من القلب .
لقد أبحرت بنا أختي من خلال هذه الأسطر إلى ضفة الذكريات الغابرة، ذكريات خلت تمنيت لو تعود يوماً.

3r يقول...

حس أدبي نوستالجي رائع
أعجبني السرد أمال

Emtiaz Zourob يقول...

ماشاء الله حس ادبي عالٍ .. كالعادة يا امال مميزة بأسلوبك السلس .. ربنا يديم عليك حسك الادبي الراقي ..

Days and Nights يقول...

الأخت الفاضلة

مدونة جميلة ورائعة ... تقبلى مرورى وتعليقى ... ودمتى بكل الود

أخوك / تامر

أيــــور يقول...

أحدوثتك أمال مزقت الأكفان عن تلك الجوانب الخفية من ذاكرتي، التي أنستنيها صروف الدهر المتعاقبة. فقد تختلف الآراء ولكن تبقى القصة ذلك الفن الجميل الذي تحيرنا روعته؛ حين تجسد وتؤرخ فنيا لنموذح بشري معين، تاركة في النفوس أعمق الآثار، لأنها وببساطة ذلك النبع الرقراق الذي يبهر أنظارنا صفاء مائه، ويثلج أفئدتنا عذوبة مذاقه.

الاحلام يقول...

ما هذه الكلمات الجميله والرائعه هذه الكلمات المليئه بالدفء والاحساس
امتعتينا بكلمات رقيقه شكرا لكى
تقبلى تحياتى الاحـلام

نور يقول...

مساؤك أمل
وصف ائع
وشجيرة النسيان التي يخفي تحت ظلالها أوجاعه ويقطف منها لحيظات يفيض التذكر ثمرة ... أنّى له ان يجدها ؟؟!!

أبدعتِ آمال وأشعلتِ بإبداعك لهيب ذكريااات
مودتي

عبدالله باخريصة يقول...

كلمات طيبة، ووصف رائع.
شكرا لك،،،

غير معرف يقول...

كلمات رائعة...
و جميلة

غير معرف يقول...

تحرير ملف التعريف
تحرير ملف التعريفعنوان URL لـ OpenID:
تحرير ملف التعريفالإسم:

عنوان URL:


معاينة
تحرير

غير معرف يقول...ياله من ماضى عريق بألوانه وايتساماته الخلابه نتمنى احيانا ان نعود للأمس بحلوه ومره بحزنه وفرحه ,,
عشت بها اجمل ايامي عمري حضنتها بقلبي قبل ان احضنها بيداي
للماضي لمسه ناعمه وهمسه طريه للماضي معان صادقة وكلمات رائعه للماضي اجمل الذكريات واجمل الكلمات واجمل ....
قد لا نصف الماضي بالشكل المطلوب له , , ولكن شعورنا واحساسنا وفكرنا به هو الذي يتحدث عنه بكل شيء ...

تحيتي لكم
إنسان عادي

23 يوليو, 2011 10:24
ياله من ماضى عريق بألوانه وايتساماته الخلابه نتمنى احيانا ان نعود للأمس بحلوه ومره بحزنه وفرحه ,,
عشت بها اجمل ايامي عمري حضنتها بقلبي قبل ان احضنها بيداي
للماضي لمسه ناعمه وهمسه طريه للماضي معان صادقة وكلمات رائعه للماضي اجمل الذكريات واجمل الكلمات واجمل ....
قد لا نصف الماضي بالشكل المطلوب له , , ولكن شعورنا واحساسنا وفكرنا به هو الذي يتحدث عنه بكل شيء ...

تحيتي لكم
إنسان عادي

تداول العملة يقول...



تعكس بوضوح وعمق أصدق المعاني

ا لعاب يقول...



تعكس بوضوح وعمق أصدق المعاني

ألعاب يقول...



كلمات رائعة تعكس بوضوح وعمق أصدق المعاني

العاب العاب العاب يقول...



تعكس بوضوح وعمق أصدق المعاني

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More