05 أبريل 2011

نفحات الذكرى

27 تعليق


أذكرها جيدا، كانت جميلة كليلة حلم أبيض، أجنحتها كانت تحتضننا بدفئ يشبه ذلك الذي تغدقه العصفورة الأم على صغارها،  كنا كالشجرة، وكانت الأرض التي تمتد فيها جذورنا، عطاؤها اللامحدود لا تجد له قياسا، مسالك روحها مشرعة، تعبرها قلوبنا الصغيرة على مدى الأيام، كانت ملاك اليوم والغد وكل الأزمان..
كنا نتنفس الحياة من أشعتها، ونبني من خيالنا بيتا تسكنه قصصها المثيرة التي كانت تكافئنا بها بعد نهاية الواجبات المدرسية، كما الترس المنيع هذه الشابة في مقتبل العمر، تحصننا أسوارها القائمة فوق أرض خصبة لا ينمو بجانبها غير الحب، يلفها سياج من إخلاص غير مسبوق..

لكم أحن إلى أيام الأبجدية الأولى، التي لقنتني إياها، نِعم الخالة والمربية والأخت والصديقة كانت، تتلمذت على يديها، تعلمت منها أشياء وحفظت أخرى، كانت تبغي تفوقنا، اجتهدت لذلك، وكان لها دوما ما أرادت..
عصامية التكوين تلك الفاتحة المسالمة التي غزت دواخلنا بطيبوبتها، وما أعلنته جوانبها وما أضمرت من إخلاص وتفانٍ تشهد به ذاكرتي بعدما عبرتُ عمرا من الزمن، ولازلت أقف على جسور الوفاء الشامخة التي ظلت تشهد صلابة بنيانها..

ترتسم مع الحروف صورة الماضي، ونحن نقتسم نفس الغرفة، المكتب الذي ظل زمنا يحتفظ بذكريات السهر، والواجبات..أبتسم كلما زارتني ذكراها، القراءة والقرآن الكريم والرياضيات ودفاتر الرسم..آه من الرياضيات، كنت أمضي في حلها رفقتها زمنا أطول، كانت تشرح وتعيد الشرح، إلا أن يستقر حل المسألة في قرارة ذاتي، مرغما، فمعها، لا مجال لكلمة لا أو ربما، أو ممكن، كان الإيجاب كل ما تعترف به، قبل أن نطلق العنان لمخيلتنا، نسابق أحلام اليقظة وهي تسرد على مسمع مني ومن أختاي قصصنا المفضلة من سلسلات (bande dessinée)..تحضرني الان واحدة..تلك التي انتهت بفيضان قدر الحساء الذي تدفق إلى أن أغرق المدينة كاملة..^_^..

شعور لامع كخيوط شمس ربيعية يرقص في علياء السماء، تحول ذهبا، طوقني هذا المساء، بإكليل من عبق الماضي، ارتشفت منه ما أشتهي، أباد تراكمات يومية، جرفها الحنين إلى طفولة زاخرة بذكريات جمة..
فلكِ مني أيتها الغالية رسالة شكر عظيم، أنحني فيها بين يديك، أضع قبلة زاهرة على خدك، تفيض بعطر المحبة التي تسكنني كلما مرت بحواسي ذكراك.

27 تعليق

لطيفة شكري يقول...

أظنك حدثتني عنها وأتذكر أنها تركت فيك ذكريات جميلة و لحظات أجمل .. و ما أجمل أن تخطي بعضا من هذه الحروف القيمة لتشكريها ...وما أكثرهم أصحاب الفضل على طفولتنا لكن ينذر أن نكتب عليهم أو حتى نشكرهم بأي طريقة كانت ..
نبيلة و شريفة الأصل أنت يا آمال ..
أما السرد في حد ذاته فهو و كما عودتنا من أجمل ما يكون .. ولن أبالغ إن قلت أنك أصبحت متمكنة بهذه النوعية القصصية من السرد .. لك تحياتي عزيزتي

3r يقول...

أحيي فيك ذلك الوفاء والعرفان بالجميل لكل من وهبك شيئا جميلا في مرحلة من مراحل عمرك.
كالعادة سرد جميل

أمال يقول...

جميل عندما تلاقينا الحياة بأشخاص يتركون أثرا عميقا في دواتنا
فلا ننساهم ولا ننسى معروفهم علينا
تحترفين السرد يا أمال
لك التحية غاليتي

مصطفى سيف الدين يقول...

ما اجمل الذكرى حين تقودنا الى ايامنا السعيدة
اعجبني اسلوبك الرائع في الصياغة
تحياتي لقلمك المبدع

نور يقول...

مساؤك أمل
مبدعة انتِ يا آمال .. نقلتِنا مع ذكرياتك بلوحات رائعة جعلتنا نعشقه كعشقكِ أنتِ له ..
دام الجمال هنا

يسرى يقول...

بعض الأشخاص يخلدون فينا ذكريات لا تحصى تمنعنا من نسيانهم، قد تكون ذكريات جميلة وقد تكون سيئة فشرا لكل من خلد فينا من الذكريات أجملها وسعى في تكوين شخصياتنا وكوننا أطفالا وكان له الفضل علينا.

أصيلة أنتِ أمال لوفائك وعدم نكرانك للجميل .
دمت مبدعة

rainbow يقول...

جميل وفاؤك و إطرائك الرائع لمن تركوا فى ذاكرتك تلك العلامات اللتى لا يمحوها الزمن و جميل أيضاً عرفانك بالجميل ..وهذا فى حد ذاته يدل على نبلك و أصلك الكريم .. يوجد أشخاص معدودون فى حياتنا تركوا بصمة فى عقولنا و دفعونا للأمام .. ولهم نعزوا نجاحنا الان .. لن ننساهم وسوف نظل نذكرهم دائماً بالخير

تحياتى لك أمال .. مقالك مبهج و رائع

همس الحنين يقول...

صباحك ورد آمال الراقية

وماأجمل الوفاء من قلبك والإخلاص في روحك

تلك الروح وذاك القلب لم ينسيا تلك التفاصيل

وتلك الطيبة التي تركت بداخلكِ أجمل ذكرى

رائعون هم من يتركون بصمتهم في حياتنا

لنتفس عطرهم كلما مرت ذكراهم

ماأجملكِ هذا الصباح

أرتشف حرفك مع قهوتي

دمتِ بسعادة

تحياتي

عبد الحفيظ يقول...

معك في حنينك ، و ربما اكثر، تلك ايام مضت

مصطفى يقول...

عندما أراقب فاتحة و هي تعلم أبنائها.المس في انفعالها و صيحاتها الهستيرية الصدق و الحب والاخلاص.اعتقد أنه نفس الاسلوب الدي كان تتبعه معك و حنان.هي سعيدة دائما بجنونها.بعفويتها.تشعر بسعادة كبيرة كلما أحسست انها أنجزت شيئا ما على بساطته.هده البساطة التي نقتسمها.بل هي الحب المشترك بيننا.لان الحياة معطات من المعلم و التعلم.فاتحة لا تهمها المنهجية.يهمها أن تلقى.تعلم.تنجح في النهاية.ان سعادة من يعطي و لو حرفا أكبر بكثير ممن يستفيد.الفرحة الحقيقية هي أن نزرع الفرح و الابتسامات.وأن يتدكرنا الناس بامتنان و عرفان.الثقافة الجديدة هي العمل التطوعي للخير و البناء.تحية لك أمال.الى فريد.الى ايناس والى الوديع الجميل وسام.والى خواطر أخرى دمتم جميعا في دفئ الحب و الحنان.

Unknown يقول...

نفحات عطرة لعبق الذكرى.....
رائع الأسلوب الأدبى السلس الذى تناول الذكرى
فأضاف لها نكهة طيبة...
تقبلى تقديرى واحترامى
وبارك الله فيك وأعزك

الاحلام يقول...

الوفاء والاخلاص التى رايتهم هنا فى كتابات قلمك الممتعه غايه فى الروعه والجمال سردك جميل وممتع وسعدت جدا وانا اقراء وكنت اتمنى الا ينتهى دمتى دائما متالقه تقبلى تحياتى الاحـــلام

نوال يقول...

نِعم الخالة كانت،لطالما سهرت الليالي من أجلنا،كانت بمثابة الأم لنا.
فعلا، لقد تركت ذكريات جميلة خالدة في نفوسنا.
أشكرك بدوري خالتي على كل ما قدمته لنا.
دمت بود.

غير معرف يقول...

ونعم الخالة والمربية كانت ، تلك التي أهدتنا أمال ، المبدعة صاحبة القلم الذهبي والفكر الراقي والقلب الطيب الحنون .
ومن منا لا يحن لعبق الماضي الجميل
bande dessinée .. bédé , Ce fut l'un de messouvenirs..comme toi
تحياتي لكِ .

غير معرف يقول...

صباح الحير أمال

وهبتك تلك المرأة الحب وأجمل المشاعر التي تركت أثر عميق في نفسك لم تمحيه السنين ليظهر على ساحة الذكريات كلما أستدعيتي أجمل اللحظات ...

وفائك لها رائع ولكن الاروع أن تعلم هي بأنك لم تنسيها فتخيلي عندما تصلها وردة منك أو هدية بسيطة أو حتى بطاقة فصدقيني عندها سيتملكها شعور أروع بكثير من شعورك عندما تذكرتها ...

تحياتي

مدونة مفيـد يقول...

نعم الوفية أنت يا أمال

و ما أجمل ان نطير بين الفينة و الأخرى نحو الماضي و الطفولة لنزيح عنا أثقال و أعباء الحياة اليومية

ملحوظة: أسلوبك رائع, تمتعني مقالاتك و تجذبني لدرجة أني أعاود قراءتها مرات عديدة

سلامي

د.ريان يقول...

مساء العطر امال الصالحي الراقية

ومااروع الذكريات تجاه من علمونا لابد أنهم يفتخرون بولادة

كاتبة رائعة مثلكِ اليوم تصدح بلغتها وتتفنن بذكر التاريح

وترسم احرفها الجمال بكل معنى انهم يستحقون الامتنان فلقد ولدت

بين ايديهم احرف امال وسحرها لتغدو كاتبة رائعة وجميلة

تلك ليست مبالغة فالكثيرات من حول الوطن استبدلو لغتهم الام

واضحو ضائعين بين اللغات بدون هوية ولكن قلمكِ تمسك بها بها

وحافظتي على هويتكِ وسحركِ العربي فتستحقين اليوم ان تشعرين

بتلك الغبطة وذلك الفرح وفائكِ لم يكن فقط لهم بل للغتكِ

ولم يكن ذلك الا بإصراركِ وحبكِ للغتكِ الأم

وهذا شيء يجعلنا نفخر بكم كثيراً امال

دمتم بكل جمال ورقة

غير معرف يقول...

أجمل مانحصل علية في الحياة هي الذكريات البعض يخاف وجعها ويخافها ولكن بعضها يبقى أجمل مافي حياتنا فيغدق عليها السعادة تلبك المربية في حياتكِ صنعت منكِ كاتبة مميزة والأجمل تركت في قلبك محبة ووفاء ..
يمر بخاطري سؤال ماذا لو قرأتكِ الان
ستكون بكِ فخورة بـ التأكيد ,,
مصافحة أولى
عبق الغاردينيا
ريماس

تــركــي الــغــامــدي يقول...

وتظل الذكريات زاد الإنسان المكترث بأوجاع الآخرين ، تلك الأوجاع التي أوقدت لك شمعة لتكتبي على ضوئها أوجاعك .
أرجو لك التوفيق دوماً .

رشيد أمديون يقول...

الأشخاص الذين اثروا فينا بما قدموا لنا في صبانا.
لقد ذكرتني بالقصة الفرنسية التي كنا نقرأها تلك التي كان البطل يقول لوعاء الحساء أن يصنع له حساءً... كان رائعة.

سرد كما العادة أشتم منه رائحة الماضي الجميل.
دمت بخير

Ayour Desu يقول...

تدوينتك أمال امتزج فيها الماضي بالحاضر بالعاطفة، لنقل أحاسيس بتأنق في تأليف العبارات وتنسيقها، فيخرج الكلام مشرقا ممتعا له تأثير في السمع ووقع في النفس...إنه بساط الذكريات...

عبدالعاطي طبطوب يقول...

من علمني حرفا صرت له عبدا.
جميل هذا الوفاء والذكريات الراسخة في الذهن.

تداول العملة يقول...



بوضوح وعمق أصدق المعاني

ا لعاب يقول...



ائعة تعكس بوضوح وعمق أصدق المعاني

ألعاب يقول...


بوضوح وعمق أصدق المعاني

العاب العاب العاب يقول...



كلمات رائعة تعكس بوضوح وعمق أصدق المعاني

غير معرف يقول...

كلمات رائعة

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More