تخذلني الكتابة أحيانا، وشهوة البوح، يبدو كل شيء مغيما في ذهني، يخيفني بياض الورق، تتمكن مني حالة قنوط حادة وتتنكر لي اللغة، لكن حواسي تظل مستيقظة تراقب تفريغ الألوان عند مصب الذاكرة، فأتوقف، لأودع بعض تفاصيل الحياة، وأمضي إلى حيث لا يتبعني هدير الألم..
أنتظره أن يأتي، وأحاول أن أكتب.
على حواف الجسر، أمشي خفيفة أسمع نبض دمي، أوقظه على وجع فائت، أتلفت خلفي..
لاشيء سوى هاجس الخطى، وشرفة موصدة في داخلي، لا أحد يمر بها..أفرغتني المسافات من جسدي، من ضحكاتي الحميمات، وماء أحلامي، هزتني حبال الريح، فصحوت، أبحث عن رائحة العشب بعد المطر..
كلما اشتهيت الفرح أعود إلى قسمات الصغيرة، وفي الحقيقة أعود إلي، أبحث عن منفذ للشتات فوق غيمات من الوهم، أحن إلى الأجفان الصغيرة وهي تغالب أحلاما بلون الفردوس، أستحضرني وأنا أخلط الألوان لأرسم فراشات وأحلم أن أطير معها، في مدينة كنستها الرياح، لكنها لم تبدو لي أبدا باهتة..
كلما اشتهيت الفرح، أمتلئ عن آخري بتفاصيل الذاكرة لأعطي الحياة لما بقي من الأمنيات الهاربة، وأتملص من قلقي، من فوضى العابرين، وسخرية القدر، ومن كل البياض الذي يأتي دفعة واحدة، أترك النور الذي نما بين أناملي ينزلق من يدي، ويتلاشى الأزرق الناصع، ولا أفكر إلا في شيء واحد: كيف أعيد البسمة للشفاه الغاضبة..
16 تعليق
التسميات: خواطر نثريةتنتابك تلك الحالة أيضا؟؟
مساء الغاردينيا آمال
نفرغ الذاكرة الا من بقايا الفرح ينتابنا الخوف ويتمكن منا الحزن نغتسل بمطر عينينا ولازال في القلب حنين يمزق الشتات نهرع للحرف ونرتمي في حضن الورق فنجد بعضنا ليكتبنا "
؛؛
؛
دائماً متألقة
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
Reemaas
لا أخفيك أنا امر بهذا الشتاء . ويبدو أن مفتاح الذاكرة ليس بأيدينا .. مقالك مثقل بالصمت مثل الغيوم التى تأتى بدون رياح تدفعها فتبدو متباطئة ثقيلة ..
تحياتى لك أمال
رائعة ..
رائعة ..
فاجاءتني جملة في السطر ماقبل الأخير .... قدر الله ليس بساخر
ويبدو أن مفتاح الذاكرة ليس بأيدينا
كلمات رائعه
بل نبض راائع عذب
رغم حزن
رسمه قلمك
ما كنت هنا لأقرء بل لأتمتع بروعة ماتخطهُ يمينك وبوح احساسك صديقتي كل الود والاحترام
شكرااا كتير
http://www.paldown.net/
اسلوب سلس و احساس رهيف
احيانا تعجز الكلمات على البوح ..اسلوبك رائع امال
احساس روعه
إرسال تعليق