13 ديسمبر 2010

ذبذبات حنين إلى روما

19 تعليق

رعشات ما في قلبي هذا الصباح تدفعني للكتابة عن تلك المدينة الساحرة، وعن ذات تشرين عندما قصدتها رفقة صديقتي اللطيفة، أتذكر كيف نشأت الفكرة بغتة لنجد أنفسنا وسط ساحات روما الشهيرة..




ربما تكون هذه المدينة واحدة من أقرب تلك العواصم التي زرتها إلى قلبي، كان كل ما فيها جميلا، تعرفنا عليها في ظرف وجيز، بل تصادقنا معها كذلك..
الوقت ظهر، والبرد أقل حدة من ذلك الذي تركناه في باريس، الحافلة جاهزة..إلى الفندق إذن..
وهاهو مضيف الاستقبال في انتظارنا..

هيا لطيفة، أنت درست بعضا من الإيطالية، أنا لا أفقه فيها شيئا..أقول لها .


وترد صديقتي، تتخللها ضحكة مزمجرة، كان ذلك منذ مدة، ما عدت أتذكر جيدا..
ننفجر ضحكا مرة أخرى، أنقذ  المضيف  الموقف، بابتسامة ترحيب، عارضا خدماته بالفرنسية، والإسبانية والإنجليزية..
وأخيرا في الغرفة..الوقت لازال مبكرا، هي فرصة للاسترخاء ...
تجددت الطاقة بعد حمام منعش، قمنا بعدها بجولة للتعرف على المنطقة المحيطة بنا، وتذوق أول وجبة إيطالية في شوارع روما..سباكيتي وبيتزا..ممم..كم كانتا لذيذتين..




أول خيوط الشمس تتسرب من النافدة، استيقظنا على كسل، كابوتشينو صباحي، مع أننا لسنا من عشاق القهوة، ووجهتنا الأولى ستكون الكولوسيوم-colosseo، المعلمة الإيطالية الشهيرة بساحاتها الضخمة التي كانت تستخدم في قتال المصارعين - الجلادياتور،حيث كانت تقام المسابقات الجماهيرية، داخل المدرج الروماني الضخم  الذي يسع حوالي   50000 مشاهد..وظل مستخدما لما يقرب 500 عام..
كانت الجولة ممتعة أخذت منا وقتا قبل أن نتوجه بعدها إلى مدينة الفاتيكان، حيث كاتدرائية القديس بطرس، التي تعتبر مركز القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية، وهي من أقدس الأماكن المسيحية..





كان أطول طابور انتظار لم أشهد مثيله قبل ذلك، ومع هذا حب الاستطلاع جعلنا ننتظر بضع ساعات كي نصل قلبه، تحت حراسة أمنية مشددة، المكان كان مبهرا بعظمته وتصاميمه الدقيقة، مساحات هائلة يحتضنها المكان، تزيده هيبة، ولنا فيه عندما نتذكر ضحكة مجلجلة، تنبثق كلما تذكرنا دخولنا قلب الكنيسة بالخطأ، لنجد المصلين في تخشع وتعبد، أغلقت علينا الأبواب هناك حتى إتمام الصلاة، كان المصلون يرددون عبارات لم نفهمها، التفتنا الى بعضنا البعض، كادت الضحكة تفضحنا، طلبوا منا الهدوء، انصعنا، ثم رددنا أنا وصديقتي خلالها آيات قرآنية، مع احترامنا لكل الأديان السماوية..



لم تكن هذه الواقعة الوحيدة ذلك اليوم، فقد حدثت أشياء أخرى طريفة ونحن في طريقنا للفندق مساءا، جعلتنا نضحك طوال الليل..ربما لن تخرج للملأ، سنحتفظ بها لنفسينا..نتذكر بها نكهة تلك الرحلة الغير عادية..
فونتانا دي تريفي-fontana di trevi، كما يسميها الإيطاليون، أكبر نافورة باروكية، انتهى بناؤها عام 1762، يقولون عنها نافورة الحظ، تلقي مُولٍّ ظهرك للبركة قطعا نقدية، وتطلب شيئا في سرك، قد يتحقق، ثم بذلك تكون قد تقيدت بحب المدينة، وستعود إليها يوما ما..




هكذا تقول الأسطورة الرومانية، أو ما يعتقده الإيطاليون، الذين عكس ما كنا نعتقد، بحكم عملنا المستمر معهم بالمطار، شعب منغلق، صعب المراس ومتقلب المزاج، لنتفاجأ بأشخاص لم نرى أطيب ولا ألطف منهم ومن تعاملاتهم اللبقة..
بعدها صعدنا أدراجا عالية، لإلقاء نظرة على مقر الرئيس الذي كان يعج بالسياح الأجانب وساكنة البلد على السواء بحكم قربه من بركة الأمنيات..




أسرار روما لا تنتهي، طرقها وشوارعها ومكتباتها ومتاحفها، محلاتها، وكذا ساكنتها، كل ما هناك يغريك برغبة في اكتشافها أكثر وأكثر، وأظنه مفعول بركة الأمنيات ^_^ ..
توالت الأيام القليلة بسرعة، انقضت الإجازة، وكم وددنا لو تطول وتطول..في اتجاه المطار مرة أخرى، لكن هذه المرة ليس للاستجمام، فعمل مكثف في باريس ينتظرنا..



كانت رحلة لا تنسى، مدينة جميلة، وصحبة جميلة..وتفاصيل لازلت أحتفظ بها.. كم هو رائع أن يكون لكم أصدقاء رائعون مثل لطيفة اللطيفة ^ـــ^ ... إلى رحلة قادمة ..





19 تعليق

لطيفة شكري يقول...

ههههههه يب على الذكريات الجميلة ...
روووووعة هي المقالة ..راق لي جدا أسلوبك الكوميدي و أظنك استوحيت ذلك من تلك الأيام الكوميدية...
شكرا لأنك كنت هناك و لازلت هنا أيتها الرائعة
في انتظار وجهات جديدة.. مع القافلة لا بأس ^_____*

مغربية يقول...

لم تقولي لنا يا امال أي أمنية تمنيت في النافورة
لول
هنيئا لكم زيارة روما الجميلة، يا ريت شديتما لرحال لمدينة البندقية الأروع
سلامي لك وللطيفة اللطيفة

Dr-Web.Net يقول...

اوووووه أمال، هل زُرت نهر التيفيري (Tevere)؟ حيث يعد ثاني اكبر نهر اوروبي على الإطلاق..
روما، مدينة جميلة تاريخيا دينيا و لها أساطير كثيرة .. جميل ان تزوري روما، و ان ترتاحي قليلاً لتعاودي اللقاء بالقلم، بالخواطر، وان تجددي انتهاك حرمة الورق الابيض..

دمت بود.

iHibo يقول...

اعشق الابنية القديمة ... روما كلها على بعضها حلوة ^^
@ سنينة
في النافورة يرمون جودريال ولا ربعادريال ^^ عاد كايطلبو الاماني
هذا من ضمن ما شاهدت في الافلام والله اعلم

عبدالعزيز دلول يقول...

راقت لي هذه الزاوية يا أمل الآمال، أشعرتيني بأني كنت هناك، سلسة أنت كعباراتك الجميلة

أمال الصالحي يقول...

لطيفة .. متى الرحلة القادمة ؟ .. مشتاقة لرحلة أخرى معك

سناء .. شووووت..إنه سر يا عزيزتي..لازلت أنتظر أن يتحقق :)

Dr-web ..النهر ممتد في ربوع البلاد، والمدينة ساحرة، عريقة بامتياز

هيبو .. وأنا مثلك أحب الأثار والأبنية العتيقة، جمالها خالد

من القلب شكرا لكم أيها المخلصون :)

أمال الصالحي يقول...

عبد العزيز .. مرحبا بك هنا .. جميل أنها راقت لك، شكرا لك يا صديقي :)

أيور يقول...

أها إذا كنت هناك، لكن ماذا أحضرت لنا من روما؟ أنتظر بشوق لأعرف هديتي...^_^

أمال الصالحي يقول...

أيور .. على الراس والعين .. تستاهل كل خير :)

admin يقول...

شكرا أختي أمال لإشراكنا هاته الرحلة.. فحقا طريقة وصفك جعلتني أرحل إلى هناك دون وعي مني..

سعيد أني كنت هنا

أمال الصالحي يقول...

خالد .. وأنا سعدت لاصطحابكم معي :)
شكرا لك

مدونة مفيـد يقول...

جميل وصفك للمدينة يا أمال

كم اتمنى زيارة إطاليا و مآثرها الرائعة

بالمناسبة مقالتك ذكرتني بفيلم when in rome

سلامي

أمال الصالحي يقول...

مفيد .. إن شاء الله تزورها يوما ما، ستعجب بها مؤكد

مودتي يا صديقي

خالد يقول...

(روما) عندما كنت صغيرا كنت استغرب من الاخوة في الجزائر والمغرب لماذا يفضلون فرنسا عن غيرها مع انها كانت محتلة هاتين الدولتين فبدل البغض تجد الحب!!وعندما كبرت انتابني نفس الشعور واصبحت افضل ايطاليا عن غيرها من البلاد وهذ شعور جل الليبيين!! وللعلم ايطاليا كان يطلق عليه قديما العدو الغبي لانها عمرت ليبيا وجعلت منها في سنة 1922 اأول دولة في العالم في انتاج البرتقال وثاني دولة في انتاج الزيتون وكان يطلق على الايطالي حينها(معمر)وايطاليا الدولة الوحيدة المستعمرة التي لم تفرض لغتها بل احترمت اللغة العربية .. فرغم الجرائم التي ارتكبها جنودها الا ان لها بعض المزيا التي لاينكرها الاجاحد..
والمدينة الايطالية التي اتمنا زيارتها ولي اقارب فيها ((ميلانو)) وعذرا على الاطالة.

عصام يقول...

لقد اخذتنا بعيدا بوصفك المثير دمت بخير.

أمال الصالحي يقول...

خالد.. الضحية تحب جلادها والقط يعشق خانقه:) .. ما قالوه ينطبق علينا كذلك على ما أظن
شكرا للمعلومات التي تضمنها تعليقك والتي كنت أجهل بعضا منها
ومرحبا بك دوما في عالمي


عصام .. شكرا لأنك كنت هنا، مودتي أخي الكريم

غير معرف يقول...

roma good city

شركة تسويق الكترونى يقول...

شركة تنظيف بالبخار بجدة
شركة تنظيف كنب بالبخار بجدة
شركة تنظيف مجالس بالبخار بجدة
شركة تنظيف سجاد بالبخار بجدة
شركة تنظيف موكيت بالبخار بجدة
أفضل شركة تنظيف بالبخار بجدة
شركة تنظيف الستائر بالبخار بجدة
تنظيف بالبخار بجدة

ahmed يقول...

إذا كانت أرضيات البيت مصنوعة من الباركيه ، فهذا يقصد تآكلها كليا وفساد أمرها وتشويه البيت نهائيا ، حيث إنها طعام وفير لحشرات النمل الابيض .
شركة مكافحة الصراصير

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More