24 يونيو 2011

علاقتي باللغة العربية والتدوين

35 تعليق


سئلت من طرف بعض القائمين على برنامج  العربية لغة بلا حدود  وهو برنامج يعده مجموعة من الصحفيين على القناة السويدية، عن علاقتي باللغة العربية والتدوين وكذا النشر باللغة العربية..

وأرد بقولي أن تمسكي باللغة الأم ليس وليد اللحظة، بل نمى وترعرع كما الجنين بين جنبات أمه، احتضنت منذ الصغر كتبا تناسب سني الصغير وأخرى تفوقه بكثير، آثرت دوما المسلسلات التاريخية لتحدثها بالعربية الفصحى، وأول من جدر فيَّ هذا الحب وعزز رغبة الإبحار في خضم هذه اللغة السامية، كتب مصطفى لطفي المنفلوطي، كنت في سن مبكرة عندما قرأت له النظرات بأجزائها الثلاث، العبرات، الفضيلة، الشاعر، في سبيل التاج، وماجدولين أو تحت ظلال الزيزفون..هنالك أحسست بميول لعالم تسمو فيه اللغة العربية وتتربع على عرش اللغات..

لم أهمل بجانبها بعض اللغات الأجنبية كما الفرنسية والإسبانية، لكن للعربية طعم حلو المذاق، لا أجد ذاتي إلا وأنا أكتب بلغتي، وكيف لا وهي مفتاح الثقافة العربية الإسلامية ومالها من ارتباط وثيق بالدين الإسلامي والقران الكريم، إنها واجهة تفتح المجال للتعرف على الإرث الحضاري الضخم لأمتنا، كما أجدها لغة كاملة متكاملة تغنينا عن البحث في لغات أخرى، وهذا ما يدفعني لأعتد بلغة تعد من أقدم اللغات الحية الحاضرة، كما أنها إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة والمنتمية للغات السامية المتفرعة من مجموعة اللغات الإفريقية الآسيوية..

وقد تدخلت كل هذه العوامل في رغبتي يوم قررت خوض عالم التدوين، هناك تكونت علاقتي مع ذلك العالم المثير الذي يوفر لك مساحة ضخمة من الحرية والتعبير، فلا وصاية فكرية هنا، ضميرك هو الرقيب الأوحد، كما أن التدوين يزرع فيك القدرة على تقبل الرأي المؤيد والنقيض في آن واحد، فتصنع بشفافية ومصداقية شخصيتك المستقلة التي ترضاها لنفسك في العالم الافتراضي، بعيدا عن الرقابة الصحفية والإعلام الموجه، فالتدوين تلخصه كلمتين..التأثير والتغيير.. وما أجمل أن نساهم فيهما ولو بجزء ضئيل.

وقد اخترت اللغة العربية كأساس لمدونتي، لأن مستقبلها رهين بي وبك وبنا جميعا...كما هو متعارف اللغة تحيا بتركيبتها لا بأهلها، لكن إن نحن تابعنا مسيرتنا نحو التقدم بجوانبه الحضارية والثقافية والاجتماعية والسياسية، تطورت لغتنا وتقدمت، وإن تخلفنا ولم نتبع سوى خطى الغرب لغتنا ستتقهقر وتتراجع وتتفكك، كما يتوقف مستقبلها أيضاً على مقدرتنا في نشر الوجه الحقيقي المشرف للإسلام..فالتدوين باللغة العربية يجعل منا واجهة تطل عليها باقي الثقافات، ونافذتنا التي نطل منها نحن على العالم. 

وما بقيت اللغة الفصحى على ما كانت عليه إلا بفضل تدوينها وتثبيتها من قبل علماء اللغة منذ القرن الثاني للهجرة، هي ليست ثابتة كما هو حال جميع اللغات، فقد تتطور وتتغير تحت تأثير الزمن، ومتطلبات العصر..ومع ذلك فلنساهم ولو قليلا في دعمها لتعمر وتستمر شعلة تنير درب العروبة.

35 تعليق

نور يقول...

أمال
صباحك خير وبركة
بداياتك مع المنفلوطي ذكّرتني ببداياتي ..
رائع أن نؤدي حقّ لغة القرآن ، مفتاح الثقافة العربية الإسلامية ..
ولا شك ، لغة الضاد تعشق من يعشقها

كل الاحترام لفكرك الجميل

مصطفى سيف الدين يقول...

اللغة العربية هي اللسان الفصيح الرائع الذي كل حرف منها له مذاقه و تفهمها وتشعر بها دون ان يكون لزاما ان تعرف المعنى الدقيق
وستظل باقية ما تدارسنا القرآن و ما بقي القرآن في الصدور
تحياتي لك واشكرك

rainbow يقول...

مساء الجمال يا أمال ..
نعم أنا معك .. ولا يمكن أن نعبر عن إحساساتنا و نقترب منها جداً إللا باللغة اللتى رضعناها منذ أن فتحنا أعيننا على هذه الدتيا
أنا لى مدونة باللغة الإنجليزية ولكن مهما كتبت فيها ومهما حاولت أن أترجم أفكارى و أحساسى من خلالها لا أراها تقول كل شيء وأشعر إنه توجد حلقة ناقصة ولا توف بكل رغباتى مثل اللغة العربية ..وهكذا يشعر الصينيين بلغتهم .ليس نحن فقط ..
أحييك يا أمال على عروبتك وحبك لجذورك ..

كريمة سندي يقول...

ومن منا لم يقرأ للمنفلوطي رحمه الله .. فقد ذكرتيني بطفولتي وبكتبه التي أثرت فينا ونحن صغارا

أما عن لغتنا الأم أم اللغات كلها فلها سحر خاص جدا لا يدركه إلا من تعمق بها

لك مني أرق التحايا غاليتي

الاحلام يقول...

عندما تكون القاعده سليمه يمر ما فوقها سليم عندما تكون النشأه هكذا فلابد ان تنبع لنا التالق عبر الرائعه امال
دمتى بخير تقبلى تحياتى الاحـــــــــــــلام

عبد الحفيظ يقول...

سلام
لا ازيد على ما قلت : لا أجد ذاتي إلا وأنا أكتب بلغتي
بورك فيك
سلام

رشيد أمديون يقول...

حياك الله أخت أمال.
أجد في هذا المقام أن أردد ما قاله العلامة المختار السوسي في كتاب المعسول:
(لغة العرب أفصح اللغات وخير لغة أُخرجت للناس ... صرنا، نحن العجم، نذوق حلاوتها وندرك طلاوتها، حتى لنعد أنفسنا من أبناء يعرب وإن لم نكن إلا أبناء أمازيغ، فالإنسان بذوقه وبما يستحليه عند التعبير، لا بما رضعه من ثدي أمهاته ... فاللغة العربية هي لغتنا حقا، وتلك نعمة أنعم الله بها علينا بفضله وكرمه، حتى إننا لنرى أنفسنا من ورثة الأدب العربي، فنغار إن مسه ماس بفهاهة، ونذود عن حماه إن أحسَسْنا بمن يريد أن يمسه بإهانة، فنحن عرب أقحاح، من حرشة الضباب والمستطيبين للشيح والقيصوم...) "المعسول: 1/13"

موضوع في محله وقد راق لي جدا.

مغربية يقول...

جميل جدا علاقتك باللغة الأم امال:)
قريبا سأكتب أيضا في نفس الموضوع، كمشاركة بسيطة في نفس البرنامج :)
دمت عربية
سلامو

Abu-Yumna Al-Shammakhi يقول...

السلام عليكم و رحمةالله

سيظل للغة العربية جنودٌ يذودون عن حماها

كنتُ هنا .. أخوكم أبو يمنى

مدونة مفيـد يقول...

اللغة تحيا بتركيبتها لا بأهلها؟
لم أفهم القصد يا أمال
لكن على العموم أجد ما تجدين فلا أرتاح إلا في التعبير بلغتي الأم

مدونة خالد يقول...

اتمنى لك التوفيق اخت امال في رحلتك مع عالم التدوين باللغة العربية

Unknown يقول...

بارك الله فيك وأعزك
لقد انشرح صدرى لكلماتك والتى حملت مشاعر صادقة
خالص تقديرى واحترامى لشخصك الكريم

ياسمين يقول...

اللغة العربية فعلا لها جاذبية ليس لها مثيل...وفخامة وجمال لا يوصف.كلام مميز شكراا

أمال الصالحي يقول...

حبها من حبكم أيها الرائعون، لغة الرقي والجمال والكلمة الصادقة التي من أجلها نجتمع هنا..دمتم أوفياء

@ مفيد / يموت الكتاب والعلماء والأدباء والشعراء، وتبقى لغتهم التي كتبوا بها ثابتة أبد الدهر، فتركيبة اللغة تبقى، وأهلها يموتون..مودتي يا صديقي

... سعد الحربي ... يقول...

أختي آمال

صراحة من المواضيع الجميلة جداً التي قرأتها عن اللغة العربية وقد شاهدت قبل فترة مقطع فيديو للشيخ/ علي الطنطاوي رحمه الله يقارن اللغات ووضع اللغة العربية في المقام الأول والغريب أنه وضع اللغة الإنجليزية في المرتبة الأخيرة بعد الألمانية والفرنسية والأسبانية على ما أتذكر.

أكثر ما أعجبني هنا أن المتحدث شخص يعيش في دولة أجنبية ويملك لغات أخرى غير العربية ومع هذا سحرته هذه اللغة الأصيلة.

وأهنئكِ على هذا الولاء لهذا الدين ولهذه اللغة.
والله يزيدكِ كل خير
ونتشرف بأمثالكم.

موفقة.

عبدالله بن سليمان ( أوتار عذبة ) يقول...

السلام عليكم
الطرح جميل جدا...
خيتي اللغة العربية لغة القران الكريم
واحب اقولكـ ان جميع الاجنـــاس الغير عربية عندما تقراء القران
لاتميز بينه وبين الشخص العربي الا ببعض الحروف...
وتمسككـ باللغة العربية ليس بغريب فانتي اصيلة والاصيل اصيل

مدونة جميلة تستحق المتابعة
ودي

غير معرف يقول...

وليس سواها لغة القرآن الكريم ولغتنا الجميلة
نرضعها مع أول إطلالة للحياة
ونكتسبهها روح ولغة "
؛؛
؛
ايا آمال
بهية أنتِ فيما تكتبين وتشعرين
وليس مستغرب أصالتك العربية
عذراً عزيزتي على التأخير عن مدونتك لظروف سفري
ولكن صدقيني مهما غبت سـ أكون هنا
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas

زينة زيدان يقول...

صديقتي آمال

لكم استمتعت وقضيت وقتا ممتعا بين ثنايا الكلمات
ولكم أحببت أسلوبك وكتاباتك

لقد قمت بجولة عبر مدونتك الثرية بالعبر والمعاني
واللغة الكثيفة
لقد قرات لك من قبل واخبرتك أن أسلوبك حقاً يذكرني بالأديبة
العظيمة أحلام مستغانمي

أشكر حضورك ومرورك عبر مدونتي

أمال يقول...

ومثلك أيضا، أعشقها ولا أجد نفسي في غيرها
يكفي أنها لغة القرأن
قلمك مبدع وثري يا أمال
المزيد من العطاء غاليتي
مودتي

غير معرف يقول...

بسم الله وبعد
إن أهمية اللغة العربية هو إرتباطها الوثيق بالدين الإسلامي وبالقرآن الكريم، فقد إصطفى الله هذه اللغة من بين لغات العالم لتكون لغة كتابه العظيم ولتنزل بها رسالة سيد الخلق أجمعين محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)
بوركت أختنا في الله على طرحك الطيب

إخوانك في الله
أبو مجاهد الرنتيسي
أحلام الرنتيسي

سفيرة المحبه يقول...

السلام عليكم
صدقتي امال اللغه العربيه هي الاصل
وهي التي تساعدنا على الحفاظ على هويتنا العربيه
فإن تناست او فقدت سوف نفقد كل شيء معها
ولاسف هذا ما يحصل حاليا
انا شخصيا لا اعرف اتكلم باللغه العربيه كثيرا للاسف
لان اللغات الاخرى التي تعلمتها طغت عليها الله المستعان
لكن الحمد لله مع مدونتي احاول اكتب بها مع اني مرات ((كنحصل ونكمل بالمغربي)) بحال دابا هههه
موضوع رائع تشكرين عليه
تحيااتي لك ^_^

مي يقول...

جميل اهتمامك باللغة العربية
ولعل مصادقتك لها تفتح لك أبواب التميز فيها

بوركت يا آمال

لطيفة شكري يقول...

لو كان الجميع يهتم باللغة الأم كما تفعلين لما وجد ما نسميه الإستعمار الفكري ,, فقدان اللغة من فقدان الهوية و هذا ما يسعى له الغرب,, أن نصبح شعبا بلا هوية ولا ثقافة

طرح يدل على مبدعة تتمسك بجذورها رغم عيشها في رحم الغربة ,, دمت راقية الفكر و الحس
أسعدني المرور من هنا كما العادة

شات بنات مصر يقول...

روووووووووووووووووووووووووووووعة

أسامة . oussama يقول...

مقال جد رائع و معبر عن واقع نعيشه للغة تتسيد اللغات لكن أهلها لا يقدرونها كما يجب

الكثيري إسماعيل يقول...

جميل جدا ان تتشبتي بلغتك الاصلية كما ان اسلوبك في الكتابة رائع
ادعوك لزيارة مدونتي
riyabe.blogspot.com/2010/11/blog-post.html

غير معرف يقول...

نعم نعم نعييييييييييم

غير معرف يقول...

جدا جداااااااااااااااا

غير معرف يقول...

البلدان العربية لدينا وحكامة لايهتموا باللغة العربية وتطويرة وهي لغة جميلة فاعشق مشاهدة المسلسلات التاريخة بالفصحي تشدني وتثقفني اكثر بفصاحة العربية.

وظائف خالية يقول...

شكرا جزيلا لك على هذا المجهود الرائع والمبهر .. تمنياتي لك بدوام النجاج والتوفيق

وظائف يقول...

دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

لك خالص احترامي

وظائف خالية بمصر يقول...

إعجابي و تقديري

بالتوفيق والسداد
تحيتي ومودتي

وظائف خالية يقول...

بارك الله فيك وجزاك خيرا ، مقالتك رائعة ..

غصن الحربي يقول...

مقالة رائعة سعيدة بأن أتعرف على من يقدرون هذه اللغة العظيمة . أحييك . دمتِ موفقة.

Unknown يقول...

مساء الخير
بدات مع المنفلوطي وكنت احفظ كتاباته ..الفضيلة ... العبرات النظرات وهي في الحقيقة ساهمت في اجادتي للغة العربية نطقا وكتابه

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More